في الآونة الأخيرة كثر الكلام على سور غزة و بناء مصر و إسرائيل للأسوار العازلة التي تمنع الشعب الفلسطيني الأعزل عن التواصل الطبيعي مع شعوب الأرض كأقل و أدنى حق من حقوق الإنسان.
فكرت كثيرا في هذا الموضوع ووصلت إلى نتيجة ربما أكون قد أخطأت بها.
و لكن سأطرح رأيي و أرجو ممن يقرأ هذا الموضوع أن يطرح رأيه فيه فهو موضوع هام لجميع المسلمين و العرب سواء.
إذا شاهدنا ذلك السور الذي بنته إسرائيل و مصر سنجد أن إسرائيل تحاصر نفسها و لا تحاصر الشعب الفلسطيني.
و ربما الحجر الذي ينطق عند قيام الساعة الذي أخبرنا به الرسول صلى الله عليه و سلم هو ذلك السور الذي يبنوه.
و عندما يتجه المسلمون بإتجاه بيت المقدس سيحاول اليهود الهروب عبر خليج سيناء التي تبني عليه مصر جدار فولاذي و في تلك النقطة ستكون نهاية اليهود و الله أعلم.
و بذلك يكون السحر قد إنقلب على الساحر.
فأقول للشعب الفلسطيني لا تحزنوا فكل شيئ في هذه الدنيا من خير و شر له حكمة عند الله سبحانه و تعالى.
و سيأتي يوم تنتصرون به على اليهود بإذن الله و ستساعدنا أسوارهم المنيعة في القضاء عليهم بإذن الله
نتبهوا , هذا كلام مهم يدور حول ليبيا الغد ووريث عرشها الديمقراطي الليبرالي _ اللّي قاري برا _ سيف الإسلام معمر القدافي , الرجل الذي لا يملك منصبا محددا لكنه يملك كل شئ في ليبيا , سيف القدافي صاحب مشروع ليبيا الغد , الرجل الذي يسير على خطى الخط الأحمر _ الوالد القائد _ الذي يملك السلطة و لا يحكم , باب على الكلاب .
سيف الإسلام ذهب قبل الأسبوع الماضي إلى عاصمة الضباب لإلقاء محاضرة عن ماضي وحاضر و مستقبل ليبيا , تصوروا , هكذا دفعة واحدة , يتحدث سيف الإسلام القدافي عن مستقبل ليبيا كأنه رئيس الضرورة , بالتأكيد يحق لسيف القدافي التحدث في أي مكان وفي أي زمان ومع من يريد , _ من اللي يجري وراه _ ؟ .
لكن لماذا يخشى سيف القدافي اصواتا وطنية ليبية تعّد على الأصابع احتجت على _ محاضرته _ في لندن ؟ .
سيف الإسلام أرسل بسفهائه للاعتراض على خمسة رجال ليبيون قالوا له توقف عن الكذب و توقف عن الخداع .
السفهاء تقاضوا مبلغ ألف باوند لكل رأس , هذا مشهدا متكررا بين يفرن في ليبيا و لندن في بريطانيا وكلها إرهاصات ليبيا الغد , لقد تعلّمنا من سيف الإسلام القدافي أن السفيه يظهر في أشكال مختلفة , أحيانا يحمل ساطور كما في حالة حادثة الهجوم على أهالي ضحايا ابوسليم في بنغازي , و أحيانا ما على السفيه إلا أن _ ينصب عركة في وسط الشارع وقدام الأجانب في عاصمة القانون لندن _ ليربح ألف باوند كما في حالة ما اصطلح عليه بغزوة لندن التي قادها أتباع سيف الإسلام معمر القدافي .
إنها سياسة الدولار مرة أخرى , ألف باوند سعر لكل راس معروض للبيع لرفع سقف الفضيحة .
لم يفلح سحر الدولار هذه المرة , إذ شاع خبر الغازيين و المعتدين و تردد اسم سيف الإسلام القدافي في أكثر من مناسبة و على أكثر من وسيلة إعلامية , رغم المرافعة الطويلة لمنتظم جماعة الإخوان المسلمين فرع ليبيا الأستاذ عاشورالشامس وحديثه عن أن سيف الإسلام القدافي _ خاطيه _ هناك طرف ثالث_ يحّفر_ لسيف الإسلام , فقه المؤامرة مرة أخرى يحضر بكل تجلياته .
في المقابل حازت الأصوات الوطنية الثابتة على نصيب الأسد في محصلة وسائل الإعلام وقبلها في قلوب الليبيين الشرفاء , انه انقلاب السحر على الساحر .
نفس الوجوه تقريبا في لندن البريطانية وقبلها في يفرن الليبية , نفس الملامح والتصرفات والطموحات و الآمال , شقة , بعثة دراسية , مصاريف حفلة زواج , قطعة أرض , قرض مالي , _ خردة _ سيارة , ثلاجة بيبيغاز ,أي شئ , تلك هي حدود انتمائهم للوطن ليبيا الغد , سياسة الدولار مرة أخرى , الابن سر أبيه , تاجر سمك إذا لزم الأمر .
رابطة الشباب الليبي صنيعة سيف الإسلام القدافي كانت سّباقة في تنفيذ الغزوات و الغارات على الليبيين العزل و في عّز النهار , المشهد في يفرن الليبية و لندن البريطانية لا يختلف عن مداهمات الفاشي موسيليني , شباب منظمون يعتمرون قبعات خضراء يهتفون باسم سيف الإسلام القدافي لا قانون يمنعهم ولاضوابط تردعهم , يصعدون بشكل منظم في حافلات من العاصمة طرابلس إلى _ طرومة _ يفرن , ليهاجموا بيت عجوز يفرنية ويرشقوها بالحجارة وعلى أنقاضها يعلنون بيانهم الهام باسم رابطة الشباب الليبي , وسيف الإسلام القدافي يبتسم , هذه هي ديمقراطية سيف الإسلام و هؤلاء هم أتباعه نحو ليبيا الغدر .
هذه بعضا من ملامح ليبيا الغد التي ينشدها سيف الإسلام القدافي و أتباعه من الاخوانجية فرع ليبيا والتابعين لهم إلى يوم الخراب , الإقصاء , استخدام القوة , استخدام الدولار وفي حالة غزوة لندن الباوند , ببساطة أكثر فان الإقصاء يعني انعدام الديمقراطية واستخدام القوة _ حتى الآن شاهدنا حالتين يفرن و لندن _ يعني قمة الدكتاتورية بل هي الوجه الآخر للعقيد القدافي نفسه , واستخدام الدولار يعني نهب وسرقة في رابعة النهار لأموال الشعب الليبي , ومابين سيف القدافي وجحافله الجديدة بالسواطير و الاشتباكات بالأيادي _ مردّف , يعني عصابة _ وما بين خزعبلات والده العقيد القدافي , يظل الكذب والبلعطة والخداع هو القاسم المشترك بين الأبن و أبيه , و يا ليبيا أين المفر ؟ .